ترجمة عبرية - شبكة قُدس: ارتفع عدد جنود جيش الاحتلال الذين انتحروا خلال يوليو/تموز الجاري إلى 7، وفقا لما أكدته صحيفة "هآرتس" العبرية، وذلك بعد انتحار جندي لاحقا لخدمته في صفوف جنود الاحتياط لأكثر من 300 يوم.
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال، عن عائلته، أن الجندي شارك بنقل جثث جنود ومصابين خلال الحرب، وتعرض لمشاهد قاسية وفق الإذاعة، وأن الجيش يتنصل من مسؤوليته، ويرفض الاعتراف بالجندي على أنه قتيل عسكري.
وفي وقت سابق، أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن معدلات انتحار الجنود الإسرائيليين خلال أداء الخدمة الفعلية في الجيش، تشهد ارتفاعا غير مسبوق مقارنة بالسنوات السابقة.
ووفقا للصحيفة، فقد أنهى ما لا يقل عن 16 جنديا إسرائيليا حياتهم منذ بداية عام 2025 الجاري، في حين انتحر 21 جنديا خلال العام السابق 2024.
وأشارت الصحيفة إلى أن غالبية الجنود المنتحرين هم من قوات الاحتياط في الخدمة الفعلية.
ونقلت "هآرتس" عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن نسبة كبيرة من الجنود المنتحرين تعرضوا لمواقف أثناء القتال أثرت على وضعهم النفسي بشكل كبير.
وتفيد وسائل إعلام إسرائيلية أن 48 جنديا إسرائيليا انتحروا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عقب بداية حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة.
وفي وقت سابق، أكدت تقارير عبرية، أن سلسلة من حالات انتحار الجنود والجنود المسرّحين تكشف حجم الكارثة الصامتة التي تتفجر بعيدًا عن ساحة المعركة، خاصة وأن حالات الانتحار في جيش الاحتلال آخذة بالارتفاع، حيث سُجّلت 17 حالة في عام 2023، و21 أخرى في 2024، وأكثر من 16 حالة جديدة حتى منتصف عام 2025.
وقال إيال فروختر، الرئيس السابق لجهاز الصحة النفسية في جيش الاحتلال، إن حالات الانتحار عبارة سلسلة مأساوية تتطلب تدخلًا عاجلًا. وأوضح أن جنود الاحتياط يتعرضون لمخاطر مضاعفة، منها التفكك العائلي، والعزلة، وسهولة الوصول إلى السلاح، وتجارب صادمة غير معالجة. وأشار إلى أن توسيع برامج الوقاية لتشمل الاحتياط أمر إيجابي، لكنه حذّر من أن التغطية الإعلامية الزائدة قد تُسبب "عدوى انتحارية" بين الجنود.
وفي السياق نفسه، نقل "والّا" العبرية، عن رونا أكرمان، أخصائية اجتماعية ونائبة مدير عام مركز "إيلا" للدعم النفسي في حالات الفقدان والصدمات، قولها إن المعارك تخلّف "أزمات غير مرئية" يصعب الحديث عنها؛ فالجنود الذين يُنظر إليهم على أنهم أقوياء يصعب عليهم الاعتراف بمشاعر الإنهاك أو الضياع التي تتفجر بعد انتهاء المعركة، وقد تؤدي الفجوة بين صورتهم الذاتية وبين واقعهم النفسي إلى أزمة هوية.
وبينت تقارير عبرية، أن مركز الاستجابة الطارئة "عيران" تلقى أكثر من 6,000 طلب مساعدة نفسية من جنود ومجندات في جيش الاحتلال خلال شهر واحد فقط، منها 28% مرتبطة بضيق نفسي حاد، و20% بقلق وصدمات، و32% شعور بالوحدة الشديدة، بينما أبلغ 10% عن مشاكل في العلاقات الشخصية. وقالت شيري دانيالز، المديرة المهنية لعيران، إن وصمة العار المرتبطة بالصحة النفسية تمنع الجنود من طلب المساعدة، إذ يُنظر إليها كعلامة على الضعف.